٢١‏/١٢‏/٢٠١٩، ٢:٣٧ م

ما الدوافع وراء تسمية دياب وهل هو قادر على الخروج بلبنان من الأزمة؟

ما الدوافع وراء تسمية دياب وهل هو قادر على الخروج بلبنان من الأزمة؟

كلف الرئيس اللبناني ميشيل عون الوزير السابق حسان دياب بتشكيل الحكومة، بعد أكثر من شهرين على انطلاق الاحتجاجات على الظروف المعيشية والاقتصادية التي يعيشها البلد.

وافادت وكالة مهر للانباء نقلاً عن "سبوتنيك" أن دياب صل على 69صوتاً من أصوات النواب اللبنانيين، فيما امتنع 42 نائبا عن تسميته رئيس للحكومة، وذهبت أصوات 13 نائبا للسفير نواف سلام، ليحصل بذلك على الأغلبية الكافية لتسليمه مسؤولية تشكيل حكومة غابت عن لبنان لأكثر من شهر ونصف.

يبلغ حسان دياب من العمر 60 عاما، وهو أستاذ للهندسة الكهرباسية وهندسة الحاسبات في الجامعة الأمريكية في لبنان، وكان قد تولى منصب وزير التربية والتعليم العالي في حكومة نجيب ميقاتي عام 2013، ويواجه تحديات جمة بعد أزمة سياسية متنامية خلال الشهرين الأخيرين، بالإضافة إلى أزمة إقتصادية خانقة تعصف بلبنان.

 مؤهلات حسان دياب

وحول إذا ما كان رئيس الحكومة القادم يملك مؤهلات تسمح له بقيادة الحكومة اللبنانية خلال هذه الفترة، وسط تجاذبات سياسية بين مختلف الفرقاء، وبين الشارع اللبناني الذي يواصل احتجاجاته على الأوضاع في لبنان، يقول المحلل السياسي اللبناني والمختص بشؤون الشرق الأوسط نضال السبع في لقاء مع "سبوتنيك": تحت ضغط الشارع والحديث الدائم عن ضرورة اختيار شخصية وحكومة محسوبة على طاقم التكنوقراط، وفي ظل إنسداد الأفاق بتكليف الحريري بهذه المهمة، بعد أن رفض جعجع تسمية الحريري.

ويكمل: وبعد أن تم حرق 3 أسماء من الصفدي إلى طبارة إلى سمير الخطيب، ومن ثم أغلاق الطريق أمام الحريري، بدأت قوى 8 آذار تبحث عن اسم توافقي يتم توفير الغالبية له، خاصة أنه وزير سابق ونائب رئيس الجامعة الأمريكية، وهو جزء من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، فوقع الاختيار عليه، والامتحان الكبير الآن أن تستطيع هذه الأغلبية الآن تشكيل الحكومة ومن ثم الذهاب إلى المجلس لنيل الثقة.

ويتابع السبع: الخوف الآن من العودة إلى إغلاق الطرقات وهذا حدث اليوم، وقد تم تعطيل المدارس والمؤسسات بشكل كامل وشل لبنان، وأن تحول هذه الإجراءات دون وصول النواب إلى المجلس من أجل إعطاء الثقة للسيد حسان.

وبدوره يرى أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الدكتور جمال واكيم في لقاء مع "سبوتنيك" بأنكون دياب غير سياسي تقليدي هو من ساهم في تسميته لرئاسة الحكومة، ويوضح: هو كان وزير سابق وكان هناك مطالبة في الشارع بمن يسمى في حكومة تكنوقراط أن يكون اختصاصي من غير أن يكون سياسي تقليدي، وأعتقد أنها المسألة التي ساهمت تسميته.

ويتابع واكيم: لا أعتقد أن هناك توافق حول دياب والدليل أن هناك 69 نائب سموه، وهناك 42 نائب لم يسموه، كما أنه هناك البعض سمى نواف سلام، والذين حاولوا تسويقه كتنكوقراط، وهو معروف بأن كل مواقفه كانت في خانة مواجهة حزب الله، ولذلك كان هناك رفض له.

فيما يرى عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل راشد فايد في اتصال مع وكالة "سبوتنيك" بأن رئيس الحكومة المسمى حساب دياب لا يملك المؤهلات ليكون رئيسا للحكومة، ويقول: هم يريدون أن يقولوا أنهم مع حكومة تكنوقراط ولكن بمواصفاتهم، وكان جبران باسيل رفع شعار أن حكومة تكنوقراط تحتاج رئيس تكنوقراط، وحتى يظهر بأنه منسجم مع نفسه رشح حسان دياب على أنه تكنوقراط، لكنه تكنوقراط باختصاص ليس للبنان مصلحة به، حيث أنه مختص بالكمبيوتر أو بالكهرباء أو شيء من هذا النوع، وليس بالاقتصاد أو الهندسة المالية أو ما شابه ذلك.

ويتابع الفايد: المهم هم ليقولوا أنهم رفضوا سعد الحريري لأنه مسيس والبند الثاني هم يريدون حكومة بحضور سياسي، وهم قد يخففون حضورهم السياسي عبر وجوه غير مستفزة، وفي الوقت ذاته يكون الأسم مطروح في الكواليس عند حزب الله وحلفائه قبل شهرين أو أكثر.

الامتناع عن التسمية

وعن سبب إمتناع 42نائب عن تسمية رئيس الوزراء اللبناني، وعن خلفية هؤلاء النواب وتمثيلهم السياسي يقول المحلل اللبناني نضال السبع: عمليا هم أخذوا قرار الرئيس الحريري، والذي كان لديه رغبة بالعودة إلى رئاسة الحكومة، والحريري لا يريد هذا التشكيل ومن الواضح أنه منزعج من هذا التشكيل، ومنزعج من حلفائه الذين خذلوه بالتسمية، مع العلم أن حزب الله وحركة أمل بقوا حتى آخر لحظة متمسكون بالحريري أو من يسميه الحريري.

ويتابع: الحريري لم يستطع أن يحول دون إجراء المشاورات، لأن الجنرال عون كان جادا وواضحا وحازما بخصوص تحديد الموعد، وحاول الحريري تأخير هذه الاستشارات لمدة أسبوع، ريثما يرتب الأمور مع حلفائه، ولكن الرئيس عون كان حازما أنه بعد شهرين لا بد من احترام المهل الدستورية، وبعد فشل المواعيد السابقة جميعها.

ويضيف السبع: الذين امتنعوا ينتمون لقوى أخرى غير جماعة الحريري، وهناك قوى أخرى سمت نواف سلام، والواضح بأن الإدارة الأمريكية كانت تدفع باتجاه تسميته، ولكن الواقع الذي أفرزته الانتخابات قبل سنة ونصف أدت إلى أن الأغلبية هي من جانب 8 آذار.

أما الدكتور جمال واكيم فيسمي النواب الذين لم يصوتوا لصالح الرئيس القادم للحكومة اللبنانية، ويقول: جماعة جنبلاط سمت نواف سلام، وكتلة المستقبل والقوات اللبناني وجماعة ميقاتي وتكتل الشمال لم يسموا أحدا، بالإضافة إلى بعض المستقلين الذين يدورون في فلك 14 آذار سابقا.

بدوره أيضا عضو تيار المستقبل راشد فايد سمى الأطراف والكتل اللبنانية التي لم تسمي دياب، كونهم لا يرغبون أن يكون رئيسا للحكومة، ويوضح: القوات اللبنانية وتيار المستقبل واللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، عدا عن نواب مستقلين لم يسموا حسان دياب، وهم ضد تسمية دياب لرئاسة الحكومة.

تشكيل الحكومة اللبنانية

وعن قدرة حسان دياب على تشكيل الحكومة القادمة في لبنان، يقول المحلل السياسي نضال السبع: حسب المعلومات التي وصلت الحكومة ستكون لايت سياسية، حيث ستكون مشاركة سياسية خفيفة وسيكون فيها أغليبة تكنوقراط، والرجل حقيقة لا ينتمي إلى أي طرف، وسمعنا بالأمس أن هناك اتهامات بأنه رجل حزب الله، ولا يعقل أن يكون نائب الجامعة الأمريكية ينتمي لحزب الله.

ويتابع: هذا الكلام هو اتهام سياسي ولكن على أرض الواقع غير صحيح، وهو الآن يسعى إلى تشكيل الحكومة، وسوف ينجح في اختيار التشكيلة، ولكن العبرة هو في الذهاب إلى المجلس ونيل الثقة.

ويضيف السبع: في حال ذهب وتم تحديد الموعد وتم قطع الطرقات ولم يسمح للنواب بالذهاب إلى المجلس، بالتالي من الممكن أن يبقى هذا التكليف لمدة أشهر أو لفترة طويلة جدا، ولا يتمكن حسان من تشكيل الحكومة.

أما الدكتور واكيم فيرى أن الحكومة ستكون بشكل تكنوقراط، ويتخوف من تعطيل الأمريكيين لهذا الموضوع، ويقول: طبعا سيتجهون لتشكيل حكومة تكنوقراط من الاختصاصيين، من خارج الطاقم التقليدي السياسيين الذين درجنا عليهم خلال العقدين الماضيين، ولكن أعتقد أن البعض بدأ يخرج في وجهه موضوع الميثاقية، بأنه لا يملك غطاء طائفي، والجميع يعرف كيف هي التركيبة اللبنانية.

ويضيف: المسألة الأخرى تتعلق بالأمريكيين في حال وضعوا فيتو عليه، وهنا من الممكن أن يكمل الطريق رئيس الجمهورية والمؤيدين لحسان دياب بتسميته لتشكيل الحكومة، وعندها يمكن للامريكيين أن يفجروا الوضع اقتصاديا، لأنهم يملكون أوراق تضر بالاقتصاد اللبناني ولهم سيطرة على المصارف، وفرض مزيد من العقوبات على المصارف اللبنانية وهي ورقة قوية بيد الأمريكيين.

أما عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل راشد فايد، فيرى أن تشكيل الحكومة سيواجه صعوبات جمة، ويتحدث: هناك تشكيل الحكومة وهناك القبول بالحكومة شعبيا وبرلمانيا، باعتقادي وباعتقاد أغلب المتابعين أن تشكيل الحكومة وأسماء الوزراء محضرة من فترة، ولكن حزب الله وحلفائه كانوا يحضرون الإخراج المؤاتي للوصول إلى هذا الأسم.

ويضيف: بعد تشكيل الحكومة وفق اللوائح المعدة من قبل حزب الله و8 آذار، ستذهب إلى المجلس لتطلب ثقة النواب، ومن لم يسمي رئيس الحكومة لا أعتقد أنهم سيمنحوا الثقة للحكومة، ومن الآن حتى تلك اللحظة يخلق الله مالا تعلمون.

ويستدرك الفايد: ولن يشارك تيار المستقبل أو حلفاؤه في الحكومة، لأنه لو شارك في هذه الحكومة فهو سوف يدافع عنها، وهو غير مضطر لذلك.

الخروج من الأزمة

وعما إذا كان حسان دياب قادرا على الخروج بلبنان من أزمته الحالية يرى المحلل نضال السبع بأن المشكلة أعمق مما يتخيله البعض، ويتابع: لا أحد حتى لو الرئيس الحريري أو حتى لو تشكيل حكومة من الحراك أو من الأغلبية، لا أحد يستطيع أن يخرج من أزمة لبنان، وهي أزمة نتيجة سياسات اقتصادية فاشلة ونتيجة الهدر والسرقات التي تتحملها الحكومات المتعاقبة منذ الطائف وحتى اليوم.

ويكمل: واليوم لبنان يرزح تحت دين كبير يتجاوز 100 مليار دولار، وأي حكومة سوف تأتي إلى لبنان لن تتمكن من تجاوز هذا الأمر والوضع الاقتصادي صعب جدا، ولكن ربما تحاول هذه الحكومة ترميم الوضع، وإصلاح العلاقة مع بعض الأطراف العربية والإقليمية التي فشلت الحكومات السابقة بالانفتاح عليها.

وكذلك الدكتور جمال واكيم يرى أن الأمر لا يتعلق بالأشخاص بل بالسياسات، ويضيف: الخروج من الأزمة له متطلبات كثيرة، والقصة غير مرتبطة بشخص معين، بل هي مرتبطة بالتركيبة والسياسات الخاصة بها، لذلك سنرى ما هي الحكومة الجديدة وما هي السياسات التي ستعتمد، وإذا كانت ستدعمه القوى السياسية أو جزء منها في هذه السياسات، ومدى مقاومة القوى الإخرى له، لذلك الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت ولا نستطيع الحديث عن نجاحه الآن.

فيما يعتبر راشد فايد أن نجاح حسان دياب مرتبط بمدى تأمينه للأموال اللازمة لنهوض لبنان، ويقول: برأيي أن ليس حسان دياب أمام الامتحان، بل الحلف الذي أتى به هو الذي سيكون أمام امتحان، فهل يستطيع حزب الله أن يؤمن دعما ماليا للبنان، من هي الأطراف الصديقة لحزب الله والتي يمكن أن تضخ مليارات الدولارات في لبنان.

ويختم قوله: لبنان يحتاج حاليا إلى ما لا يقل عن 8 مليار دولار لضبط الوضع المالي، والاقتصادي للبلد، فمن أين له هذا، هل سيحصل عليه من فنزويلا أم من طهران أم من كوريا الشمالية؟.

رمز الخبر 1900321

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha